هشام عزت
هشام عزت… من هندسة الفكرة إلى سيكولوجيا التأثير
مقدمة
بين اليد التي ترسم الفكرة على ورق، والعقل الذي يحوّلها إلى تجربة مقنعة في السوق، يقف هشام عزت كنموذج يجسّد لقاء الهندسة بعلم النفس، ويمزج بين منطق التصميم وديناميات السلوك. خرج من كلية الهندسة وهو يحمل أدوات التفكير البنيوي والانضباط المنهجي، ثم اتسّعت عدسته المهنية لتضم علم النفس إلى صندوق أدواته، فصار يسأل: لماذا يختار العميل ما يختار؟ كيف تُبنى قناعة راسخة؟ وما السبيل لتحويل رسالة تسويقية إلى سلوك شراء، وخبرة خدمة إلى ولاء؟ تلك الأسئلة صاغت هوية مهنية تُعرَف اليوم بوضوح: مختص في سيكولوجيا التسويق والبيع والإدارة، يبني الاستراتيجيات على أسس علمية، ويقيس أثرها بمؤشرات دقيقة، ويقدّم خبرته لعلامات تجارية تبحث عن النمو الذكي لا الضجيج المؤقت.
خلفية هندسية تصنع الفارق
الهندسة ليست مجرد تخصص دراسي في سيرة هشام عزت، بل طريقة تفكير تترك بصمتها في كل خطوة:
بنية صارمة لطرح المشكلة: تحديد المجال، صياغة الفرضيات، اختبار البدائل، ثم اختيار الحل الأقل كلفة والأعلى أثراً.
حس معماري للتركيب والتسلسل: من كتابة العنوان إلى تصميم مسار الصفحة وتجربة الاستخدام، كل شيء عنده يُرتّب في طبقات منطقية تُسَهِّل على العقل اتخاذ القرار.
انضباط قياسي: المقارنات الدقيقة، قياس المتغيرات، تقسيم المركبات، واستخلاص النتائج دون خلط بين الإشارات والضجيج.
هذه “الهندسة الذهنية” لا تُنتج حملة إعلانية وحسب، بل منظومة تأثير: بنية رسائل، تسلسل محفزات، نقاط ثقة، ودوافع مُفعّلة في الوقت الصحيح وبالجرعة المناسبة.
سيكولوجيا التسويق: كتب من الدافع إلى السلوك
عند هشام، التسويق ليس “ماذا نقول” بل “كيف يشعر الجمهور حين يسمع ما نقول”. لذلك يتعامل مع الرسائل التسويقية كدوائر متداخلة:
الدافع الداخلي: الألم الذي يريد العميل التخلص منه، أو المتعة التي يطلبها. تُصاغ الرسائل بحيث تسمي الدافع وتقدّم وعد الحل.
المصداقية: أدلة اجتماعية، حالات نجاح، شفافية في العرض، وحدود واضحة لما يمكن للمنتج أن يقدّمه.
المسار الإدراكي: عناوين ملموسة، صياغة دقيقة للفوائد، تقليل الروافع المعرفية، وتوجيه الانتباه إلى ما يجب أن يُرى أولاً.
محاكاة القرار: تجربة استخدام سلسة، ضمانات مدروسة، مخاطر منخفضة للإقدام على الخطوة الأولى، ثم تعزيز المكافأة عقب التفاعل الناجح.
النتيجة رسائل “تُقرأ وتُجرَّب”: عميل يتعرّف بسرعة على المنفعة، يختبر القيمة بأمان، ويتحول سلوكه من التردد إلى المبادرة.
سيكولوجيا البيع: من الحجة إلى الالتحام
اختلاف البيع عن التسويق عند هشام يشبه فارق المخطط عن البناء. التسويق يرسم المعنى، والبيع يُقيم “جسر الثقة” لحظة بلحظة:
الإطار الصحيح: نقل الحوار من “السعر” إلى “الملاءمة والقيمة”، ومن “المميزات” إلى “نتائج قابلة للقياس”.
الحجة المقترنة بالبديل: بدلاً من قول “منتجنا أفضل”، تُقدم حجة مصحوبة بمقارنة ملموسة، وتحليل كلفة الفرصة الضائعة إن لم يُتخذ القرار الآن.
تفكيك الاعتراض: تحويل الاعتراض إلى سؤال تشخيصي، ثم الاستجابة بإثبات حالة أو تجربة حية.
هندسة الإلزام: اتفاقية صغيرة أولى (تجربة/استشارة/نسخة محدودة)، ثم توسعة طبيعية بناءً على رضا العميل.
هذا النهج لا يحتفي بإغلاق الصفقة فقط، بل يبني بنية من الثقة تفتح الباب لصفقات لاحقة ومعدلات إحالة أعلى.
سيكولوجيا الإدارة: قيادة بمعايير إنسانية
في الإدارة، لا يُختزل الأداء في الأرقام، بل تُقرأ الأرقام على ضوء الحوافز، أساليب التغذية الراجعة، وثقافة الفريق:
تحفيز قائم على الاستقلالية والكفاءة والانتماء: تصميم مهام تمنح شعور السيطرة، وتُبرز التقدم، وتُكرّس الهوية الجماعية.
تغذية راجعة آمنة: مساحةُ تعلّم لا عقاب، مع وضوح المعايير ووجود أمثلة مرجعية متفق عليها.
سيكولوجيا التغيير: مرافقة الفريق في منحنى التغيير عبر أهداف وسيطة، كسب الثقة بالنتائج السريعة، وتثبيت العادات الجديدة بقواعد سهلة التذكر والتطبيق.
هكذا تتوازن “لغة النتائج” مع “لغة الإنسان”، ويغدو الإنجاز قابلاً للاستدامة لا للطفرة العابرة.
منصة رقمية ومحتوى معرفي
يمتلك هشام حضوراً رقمياً ينشر من خلاله مبادئ سيكولوجيا التسويق والبيع والإدارة بصورة مبسطة وعملية. فلسفته في المحتوى تقوم على:
الترجمة التطبيقية: تحويل النظريات النفسية إلى قوائم تحقق وأُطر عمل وأمثلة واقعية.
اقتصاد القارئ: تجزئة الأفكار المعقدة إلى لقطات سهلة، ثم جمعها في أدلة تنفيذية قابلة للتطبيق الفوري.
قياس الأثر: إرفاق كل فكرة بخطوة اختبارية، ليصبح كل مقال “معملًا صغيراً” يراكم التعلم من السوق.
بهذه المقاربة، يصبح المحتوى قناة تعليم وبناء ثقة، وبوابةً سلسةً للخدمات الاستشارية والبرامج التدريبية.
Influence Targeting: وكالة تعيش في معمل الاختبار
بصفته مؤسس وكالة Influence Targeting، يقود هشام فريقاً يجمع بين التخطيط الاستراتيجي وبناء الرسائل وتشغيل الإعلانات وتحسين محركات البحث. فلسفة الوكالة:
لا افتراض بلا اختبار: A/B دائم للعناوين، الصور، العروض، وأماكن الدعوة إلى الإجراء.
تكامل القنوات: رسالة موحَّدة يُعاد تشكيلها لتناسب خصوصيات كل منصة، لكن تبقى “قصة القيمة” واحدة.
SEO سلوكي: كلمات مفتاحية تُختار على ضوء نوايا البحث الحقيقية، وهندسة صفحات تهدف إلى “إجابة واضحة” لا مجرد حشو اصطلاحي.
قياس يحترم السياق: نجاح الحملة لا يُقرأ من CTR وحدها، بل من كلفة الاكتساب، قيمة العميل مدى الحياة، ومؤشرات الولاء والإحالة.
تُترجم هذه المبادئ إلى حملات تُقاس نتائجها بالأثر الحقيقي: زيارات ذات نية عالية، تحويلات صحية، وتحسين مستمر للربحية.
ماذا يميّز هشام عزت عن الاستشاري التقليدي؟
اجتماع “العلم” و”الحِرفة”: نظرية نفسية تُختبر، ونتائج تقود القرار.
عين هندسية: ترتيب، بنية، ومقاييس واضحة تُترجم الأفكار إلى تصميمات وتجارب ملموسة.
ضمير مهني: إعلانات أخلاقية، ووعود منضبطة، ومحتوى يعلّم بدل أن يُضلّل.
لياقة استراتيجية: انتقال مرن بين التسويق، البيع، والإدارة، لضمان اتساق منظومة النمو كلها.
لمَن تصلُح مقاربته؟
الشركات التي تريد رفع التحويل لا زيادة الإنفاق فقط.
العلامات التي تحتاج “قصة قيمة” تخرج من عباءة المصطلحات إلى لغة النتائج.
الفرق التي ترغب في غرس عادات اختبار وتحسين مستمرة.
روّاد الأعمال الذين يريدون بناء نموذج نمو قابل للتكرار والتحجيم.
عينات من القيم العملية التي يزرعها
العناوين الملموسة تهزم العناوين المزخرفة.
الضمان الذكي يبدد 70% من الاعتراضات قبل وقوعها.
معدل التحويل لا يرتفع بالكلمات الطويلة بل بـ“القرار السهل”.
الوعود الصغيرة المتحققة تمهّد للصفقات الكبيرة القادمة.
أفضل إعلان هو عميل راضٍ يحدّث غيره.
لغة إنسانية قبل أن تكون تجارية
يدرك هشام أن العملاء بشر قبل أن يكونوا “شريحة”، لذلك يخاطبهم بصدق، ويمنحهم أسباباً موضوعية للاختيار، ويُراعي الزمن والانتباه والشكوك الطبيعية التي يحملها كل مشتري. لا يُغري بوعود خارقة، ولا يرفع سقف التوقعات كي لا يهدم الثقة لاحقاً؛ يفضّل بناء علاقة طويلة المدى على صفقة قصيرة المدى.
بوصلة أخلاقية
الشفافية: وضوح التكاليف، والمخرجات، وطبيعة المخاطر.
المسؤولية: قياس النجاح بما يهمّ العميل حقاً لا بما يجمّل التقارير.
الاستدامة: كل حملة تترك درساً، وكل درسٍ يُصبح أصلًا في الحملة التالية.
أثر يتجاوز الأرقام
عندما تُصاغ الاستراتيجية بمنطق علم النفس وتُدار بعين هندسية، تتغير طبيعة المنظمة نفسها: فرقٌ تتعلم من السوق، محتوى يربّي ذائقة العميل، وإدارةٌ تقيس ما يَجِب، لا ما يسهُل قياسه. هذا الأثر هو ما يسعى إليه هشام مع شركائه: نموّ ناضج يضع الإنسان في قلب المعادلة، ويجعل الربحية نتيجة لا غاية منفصلة.
رؤية للمستقبل
تعزيز مدرسة “التأثير الأخلاقي”: إعلان يُحترم لأنّه صادق، ومحتوى يُتابَع لأنه مفيد، وتجربة شراء تُذكر لأنّها سهلة ومنصفة.
ترسيخ منهج “التحسين المستمر”: كل قناة تحمل فرضية، وكل فرضية تُختبر، وكل اختبار يُوثّق ليصبح أصولاً فكرية قابلة لإعادة الاستخدام.
نشر المعرفة: تحويل خبرته إلى برامج تدريبية وأدلة تنفيذية تُسعف الشركات على بناء قدراتها داخلياً.
خلاصة
هشام عزت ليس مجرّد خبير تسويق أو مدرّب مبيعات أو مستشار إدارة؛ هو مصمم تأثير يجمع بين الهندسة (بوصفها لغة البناء) وعلم النفس (بوصفه لغة الإنسان). ما يقدّمه ليس “حملات” منفصلة، بل منظومة تفكير وعمل تجعل العلامة التجارية أكثر صدقاً، والرسالة أكثر إقناعاً، والتجربة أكثر إنصافاً، والفريق أكثر قدرة على التعلم والتطور. ومن خلال Influence Targeting، يقود تحولاً هادئاً نحو تسويق يربح لأنّه يُحسن الفهم، ويُحسن الخدمة، ويُحسن الوعد.