القلب المفكر
على مر العصور مر فهم القلب بثلاث مراحل, المرحلة الأولى منذ بدء الخليقة حتى عصر النهضة, فكان الأعتقاد السائد أن القلب هو العضو المسؤول عن الميل والحب والبغض وذلك إستلهاما من الأديان السماوية وما أوحى منها, فتكونت لدى المجتمعات تلك الصورة الذهنية عن القلب, ثم جاء الإسلام وأوحى القرآن بمعان جديدة عن القلب أعتقد فيها الكثير من الأسلاف أنها صورة مجازية للقلب لا فيزيائية كبعض الايات التى ذكر فيها “لهم قلوب لا يفقهون بها”, “افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها”,” ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة “, “ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله”, “ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون”, “يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم”. كل تلكم الايات وغيرها تكلمت عن دور فاعل للقلب غير الصورة النمطية المعروفة عنه ولكن انقسم الأمر بين من يصورها على المعنى المجازى ومن يصورها على المعنى الحرفى للايات وسنعرف اليوم ما دخله وفائدته ل فن التسويق والاقناع.
المرحلة الثانية لاستخدام القلب ل فن التسويق والاقناع
وهى بداية من عصر النهضة حتى منتصف القرن العشرين, والتى ازدهرت فيها العلوم المختلفة وازداد الألحاد وإنكار الخالق, وذلك نتيج للطفرة العلمية والتى ظن بها رائدوها أنهم علمهم تجاوز علوم الكتب السماوية, وفقط أدرك القليل قول جاك روسو “القليل من العلم يقودك إلى الإلحاد, والكثير منه يقودك إلى الإيمان”. فقد ساد الأعتقاد فى دول النهضة الصناعية و أن القلب هو عبارة عن عضلة تقوم بضخ الدم لجميع أعضاء الجسد وليس لها إلا تلك الوظيفة الميكانيكية وأن ماذكر غير ذلك هو تراث دينى خرافى منافى للعلم.
اقرأ ايضا مقالةاساليب الاقناع (إجهاد التركيز)
المرحلة الثالثة
جاءت فى منتصف القرن المنصرم بأن بدأت ملاحظات وأبحاث الأطباء فى اكتشافات عدة للقلب, الكثير منها يؤيد أنه يمتلك أكثر من وظيفة المضخة, فقد وجود الباحثون تشابه بين الموجات الكهرومغناطيسية التى يصدرها المخ والقلب, وبفحص مرضى أكثر من 300 عملية زرع قلب من متبرع وجد أن جميعها قد حدثت لها تغيرات جذرية بعد عملية الزرع, وتم ملاحظة أن المريض ذو القلب المزروع يكاد يمتلك ذاكرة الشخص المتبرع المتوفى , فلو توفى المتبرع غرقا, يتحول الشخص الحاصل على قلبه إلى الخوف من الماء وهو مالم يحدث له سابقا هذا بالأضافة لحالات كثيرة مماثلة تشير إلى أن القلب يحتوى على جزء من ذاكرة الإنسان, ثم ظهرت أبحاث طبية تشير إلى أن القلب يحتوى على خلايا عصبية مثل التى يمتلكها المخ ويبلغ عددها 40,000 خلية عصبية وهو مالم يكن معتقدا من قبل. فبعد الإطلاع على تلك الأبحاث ستبدأ فهم أيات الرحمن والتى تتحدث عن القلب بشكل مختلف عن ذى قبل, وبهذا ستصبح عملية فن التسويق والاقناع الموجهة للقلب عملية واقعية ومباشرة وليست مجازية إفتراضية, فالقلب مسؤول عن المشاعر فكما قال الله تعالى “وقذف فى قلوبهم الرعب”,”ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. فالقلب هنا هو المسؤول المباشر عن الإحساس بالرعب والطمأنينة.
—————————–
دبلومة التسويق السيكولوجيدبلومة الـ Marketing Psychology، هو الأولى والوحيدة باللغة العربية، واللي حتعرفك على الأسرار السيكولوجية اللي بتخلي التسويق والبيع يوصلو لأفضل نتيجة ممكنة. واللي بعد ماتخلصها حتكون اتعلمت إزاي تطبق الأساليب السيكولوجية في إطار عملك وإزاي تقيس نتائجها الإيجابية.